تسوس العظام هو مصطلح يطلق على التهاب العظام الصديدي أو تلوث العظام بالبكتيريا، مسببًا معركة بين خلايا الجسم المناعية وبين البكتيريا، ليتكون صديد داخل العظام وأيضاً يحدث تآكل بالعظام، وهذا ما يسمى بتسوس العظام؛ لذا تموت العظام تدريجياً، ويخرج الصديد لينتشر بين العضلات المحيطة إلى أن يصل إلى سطح الجلد. أيضاً وجود الصديد يمنع التئام الكسور إن وجدت، بسبب تدمير أي خلايا جديدة يتم تكوينها لبناء العظام في مكان الكسر؛ لذا فهي حالة مرضية خطيرة تستدعي تدخل طبي سريع لتجنب حدوث المضاعفات قدر الإمكان.
ما هي اسباب تسوس العظام؟
- انتقال عدوى البكتيريا من مكان آخر بالجسم كعدوى الجهاز التنفسي أو البولي، عن طريق مجرى الدم وصولاً إلى العظام ومؤدياً إلى تدميرها.
- الإصابات المفتوحة مثل كسر مفتوح مع خروج أطراف العظام من الجلد.
- إجراء عملية جراحية لا يتوفر فيها التعقيم الكامل.
- الجروح المفتوحة المزمنة، مثل تقرحات القدم في حالة مرضى السكر، قد ينتج عنها إصابة العظام بالعدوى بشكل مباشر.
- الجروح الخارجية التي تسمح بوصول البكتريا الصديدية إلى العظام مثل حالات حوادث السيارات.
أعراض تسوس العظام:
- الشعور بالآلام الشديدة في المكان المصاب.
- انتفاخ واحمرار في المنطقة المصابة.
- الإحساس بالتعب والخمول.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم، وخاصةً في حال انتشار عدوى المرض عن طريق الدم.
- عدم القدرة على تحريك المفاصل القريبة من المنطقة المصابة.
- حدوث تغيّر في نمط المشي وظهور العرج أحياناً.
- تصلب الظهر في حالة إصابة العمود الفقري.
- إفراز الصديد من المكان المصاب أحياناً.
مضاعفات تسوس العظام:
- هشاشة العظام لتصبح أكثر عُرضة للكسر.
- في حالة حدوثه في أحد المفاصل يؤدي إلى تآكل غضروف المفصل ومن ثم تدميره.
- تسمم الجسم العام الذي قد يصل إلى الوفاة في حالة عدم العلاج.
تسوس العظام لمرضى السكر:
يعتبر مرض السكر من أشهر الأمراض التي تسبب تسوس العظام في القدم، حيث يعاني الكثير من مرضى السكر من تقرحات وجروح بالقدم، ومع معدلات الالتئام البطيئة لهذه الجروح بسبب ارتفاع مستوى سكر الدم، يسهل على البكتريا النفاذ إلى داخل الجسم عن طريق تلك الجروح، والانتشار إلى أنسجة الجسم وصولًا إلى العظم. لذلك يعتبر مرض السكر من عوامل الخطر للإصابة بتسوس العظام.
تشخيص تسوس العظام:
1- الفحص الإكلينيكي للعظام التي تعرضت لهذه العدوى يوضح وجود آلام وانتفاخات واحمرار، مرفقاً لهذا الفحص أخذ التاريخ المرضي للمصاب.
2- الإجراءات والفحوصات التي تهدف إلى تشخيص التهاب العظم وتحديد الجراثيم التي أدت إلى حدوث هذه العدوى، ومن أهم هذه الفحوصات الآتي:
- فحوصات الدم: إن فحوصات الدم لها دوراً أساسياً في تحديد نوع البكتريا التي أدت إلى هذا الالتهاب وإظهار ارتفاع نسبة الالتهابات وارتفاع كرات الدم البيضاء، مما يؤكد وجود عدوى.
- الفحوصات التصويرية: مثل الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي، بالإضافة إلى التصوير المقطعي المحوسب (CT-scan).
- فحص خزعة لنخاع العظم: أخذ عينة من أنسجة العظام المصابة لاختبارها والبحث عن وجود أجسام غريبة، مما قد يوضح نوع الجراثيم والميكروبات التي أدت إلى حدوث هذه العدوى في العظام.
شكل تسوس العظام:
يسهل تمييز شكل تسوس العظام في الأشعة السينية، حيث تظهر الأجزاء المصابة من العظام وقد تغيرت كثافتها، كما تظهر عليها ثقوب صغيرة.
ويتسبب تسوس العظام في جعل العظام لينة ومسامية، مما يفقدها قوتها، ويجعلها معرضة للكسر بسهولة.
كيفية علاج تسوس العظام:
عادةً ما تشمل خطوات علاج تسوس العظام العديد من الطرق العلاجية ويتم الاختيار بينها حسب حالة المصاب، ومن أهمها الآتي:
1- استخدام المضادات الحيوية الملائمة لنوع البكتريا المصاب بها، حيث يتم حقنها عن طريق الوريد.
2- التدخل الجراحي لتنظيف العظام من خلال التخلص من الأنسجة والعظام الميتة وإزالة الصديد.
3- تثبيت العظام جراحياً للمساعدة في التئام الكسور ويتم الالتئام بتكوين أنسجة جديدة.
4- الحرص على بناء أنسجة جديدة بدلاً من القديمة بزراعة العظام أو تركيب جهاز الأليزاروف.
5- تخفيف الآلام التي يعاني منها المصاب قدر الإمكان والحفاظ على راحته خاصةً للمنطقة المصابة.
5- العمل على مراقبة حالة العظام من كثب خلال تطبيق الخطة العلاجية من خلال الأشعة السينية المتتالية واختبارات الدم.
علاج تسوس العظام بدون جراحة:
من الممكن علاج تسوس العظام بدون جراحة في مراحله المبكرة باستخدام المضادات الحيوية ومسكنات الألم، لذلك من الضروري الانتباه للأعراض جيدًا، والتوجه فورًا إلى الطبيب للفحص والتشخيص عند الاشتباه في الإصابة بتسوس العظام، لسرعة البدء في العلاج، وتجنب التدخل الجراحي.
علاج تسوس عظام القدم السكري:
قد يسهل علاج تسوس عظام القدم السكري في مراحله الأولى بالسيطرة على مستويات السكر في الدم، واستخدام الجرعات الصحيحة من المضادات الحيوية المناسبة للقضاء على البكتريا المسببة له، مع المتابعة الطبية طول فترة العلاج حتى التأكد من تمام الشفاء.
بينما يتطلب علاج تسوس القدم السكري في المراحل المتقدمة التدخل الجراحي لتصريف الصديد من داخل أنسجة العظم والتخلص من الأنسجة الميتة.
هل تسوس العظم خطير؟
يعتبر تسوس العظم خطير بسبب خطورة مضاعفاته، حيث إنه من الممكن أن يؤدي إلى:
- الكسور المتكررة، خاصة في الرسغين والوركين والعمود الفقري.
- الإعاقة، بسبب الكسور المتكررة التي قد لا تشفى نهائيًا.
- الموت، في حالات نادرة، خاصة بين كبار السن، بسبب انتشار البكتريا والصديد خارج أنسجة العظم.
تسوس العظام والبتر:
يعتبر البتر من أخطر مضاعفات تسوس عظام القدم السكري إذا ما أهمل علاجها، لكن في معظم الحالات، لا يتسبب تسوس العظام في البتر، حيث من الممكن تجنب ذلك بالمتابعة المنتظمة مع الطبيب والالتزام بالعلاج المناسب للفترة المحددة. ولا يكون البتر ضروريًا إلا في الحالات الشديدة من تسوس العظام لمنع انتشار المرض والتخفيف من آلامه غير المحتملة.