علاج تشوهات القدم المخلبية

لعلك تسمع لأول مرة عن مصطلح الرجل المخلبية، أو أن أحدهم لديه قدم مخلبية، فما هو ذلك المصطلح؟ وما هي أسبابه؟

القدم المخلبية (Club Foot) هي إحدى أشهر تشوهات القدم عند الأطفال، وتحدث بسبب مشاكل في الأوتار والأربطة، وتمتد تأثيرها بمرور الوقت إلى العظام. يعد مرض القدم المخلبية عيباً خلقياً حيث يولد الطفل به، ويختلف في شدته من بسيط إلى متوسط أو شديد، وقد يصيب إحدى قدمي الطفل أو كليهما، ونسبة الإصابة بذلك المرض تحدث لطفل واحد من كل ألف طفل، وعادةً ما يكون الذكور أكثر عرضة بالإصابة من الإناث بحوالي ضعفين.

سمي هذا المرض بذلك الاسم نظراً لأن القدم يأخذ شكل المخلب، حيث إن قوس القدم يكون أعلى من الطبيعي، لدرجة تجعل الطفل يمشي على جزء من الكعب وأطراف الأصابع فقط، بدلاً من المشي على القدم بالكامل. 

إن مشكلة القدم المخلبية تظهر بسبب عدم تناسق عضلات القدم، من حيث ضعف العضلات الداخلية وتقلصها، وقد تحدث القدم المخلبية نتيجة قصر الأوتار التي تربط العظام بالعضلات داخل القدم؛ وبالتالي فإن وضعية القدم تكون غير طبيعية، ومن أشهر الأسباب التي قد تؤدي إلى ذلك المرض ما يلي:

- عوامل وراثية التي تتمثل في إصابة الأب أو الأم أو أحد أبنائهما. 

- عمر الأم وإصابتها بداء السكري وكونها من المدخنين.

- تناول الأم بعض الأدوية خلال فترة الحمل.

- وضعية قدم الجنين في رحم الأم الغير طبيعي نتيجة صغر حجم الرحم.

إن أشكال القدم المخلبية تختلف من طفل إلى آخر، طبقاً لدرجة التقوس الذي يعاني منها، وغالباً ما تندرج تحت إحدى الاشكال التالية:

- التواء القدم إلى الأسفل، والتواء أصابع القدم إلى الداخل.

- في الكثير من الأحيان تبدو القدم كأنها مقلوبة.

- صغر حجم القدم المصابة عن القدم الطبيعية.

- عدم تطور عضلات القدم بشكل كامل.

- تقوس القدم ودخول الكاحل إلى الداخل.

- قصر طول الساق المصابة مقارنةً بالأخرى في حالة سلامتها.

- صعوبة الحركة بسبب قلة مرونة عضلات الساق.

مشكلة القدم المخلبية في بدايتها تكون على مستوى الأربطة أو العضلات فقط، ولكن تأخر أو إهمال علاج القدم المخلبية يتسبب في مضاعفات كثيرة كحدوث تشوه دائم في عظام القدم نفسه، وبالتالي يكون العلاج أصعب، ومن أهم المضاعفات التي قد تطور في حالات عدم العلاج المبكر:

- تأخر في المشي وإجهاد شديد عند المشي أو الوقوف.

- كثرة التعرض إلى السقوط.

- صعوبة ارتداء الأحذية.

- حدوث انحناء في الساق. 

- آلام في الركبة ومفصل الحوض والعمود الفقري عند الكبر.

- الإصابة بالتهاب المفاصل.

- تأثر حالة الطفل النفسية خاصةً في مرحلة المراهقة.

- المشي بطريقة غير طبيعية، مما يؤدي إلى مشاكل متتالية مثل ضعف نمو عضلات الساق وظهور ندبات وتقرحات في القدم.

القدم المخلبية يتم تشخيصها بالفحص الإكلينيكي مباشرة عند الولادة، كما يمكن ملاحظتها قبل الولادة من خلال الموجات فوق الصوتية، خاصًة في حال تأثر كلتا القدمين، لكن لا بد من أخذ بصمة القدمين عن طريق الكمبيوتر لتحديد درجة التشوه ثم بدء العلاج، كما تساعد الأشعة السينية  (X-Ray) في ملاحظة التشوه بالتفصيل، وتستخدم أيضاً تلك الأشعة طوال فترة العلاج والمتابعة، للتأكد من فاعلية  خطة العلاج الجاري اتباعها.

لا تعد القدم المخلبية مؤلمة ولا تسبب مشاكل صحية حتى يبدأ الطفل في الوقوف والمشي، لكن عدم العلاج يؤدي إلى مشاكل خطيرة ومضاعفات، تلك التي تم ذكرها سابقاً، وقد تصل إلى جعل الطفل غير قادر على المشي، لذا يجب البدء في علاج القدم المخلبية عند الأطفال سريعاً، ويفضل في خلال أسبوع إلى أسبوعين من الولادة أي عند بداية ظهور القدم المخلبية لحديثي الولادة، وذلك من أجل الاستفادة من سهولة العلاج في حالات التدخل المبكر.

ما هي مراحل علاج القدم المخلبية؟

- يتمكن الدكتور ابراهيم حنتيرة استشاري تشوهات العظام والمفاصل من قلب القدم في الاتجاه الصحيح لحل المشكلة، وذلك لسهولة انحناء وتمدد أوتار الطفل، اعتماداً على إصلاح تشوه القدم تدريجياً وتصل نسبة نجاح تلك الطريقة إلى ما يتعدى 98%.

- يقوم الدكتور ابراهيم حنتيرة في أولى مراحل علاج القدم المخلبية بتحريك قدم الطفل برفق إلى أقرب وضع إلى المكان الذي ينبغي أن تكون فيه، ثم يتم وضع جبيرة لتثبيت القدم، تلك الجبيرة التي تمتد من قمة الفخذ حتى أصابع القدم، دون التأثير على تدفق الدم للقدم.

- بعد حوالي أسبوع، يتم إزالة الجبيرة ثم يمد الطبيب قدم الطفل أكثر، لكي يضعها في وضع جديد ثم يضع جبيرة جديدة.

- يستمر الطبيب في إجراء تلك الخطوات لأسابيع أو شهور، ويقوم بمراقبة تحرك عظام الطفل من خلال الأشعة السينية.

في معظم الأحيان، يجب أن يتم قطع وتر اخيلس أو وتر الكاحل، وهو إجراء بسيط يتم داخل العيادة باستخدام مشرط دقيق جداً وبتخدير موضعي فقط، وهو الوتر الواصل بين الكاحل وعضلة الساق الخلفية قبل وضع الجبس الأخير، الذي يترك ثلاثة أسابيع، لكي يمنح وتر الكاحل الوقت الكافي للشفاء والنمو مجدداً إلى الطول المناسب، وبعد ذلك يتم إزالة الجبيرة الأخيرة.

قد يترافق مع تطبيق طريقة بونستي استخدام التنبيه العصبي الحركي الذي يساعد على قبض وبسط العضلات، ويتم من خلال إدخال أسلاك جهاز تنبيه العضلات من خلال شق معين بالجبس، وعادة ما تستغرق جلسة التنبيه حوالي 15 دقيقة، ويكتفي بثلاث جلسات أسبوعياً.

عندما تصبح القدم في الوضع الصحيح بالعلاج التحفظي الذي تم إتباعه لعدة أسابيع، يقوم الجراح بتركيب دعامة تسمى دعامة تقويم العظام بدلًا من الجبس، لأن الطفل يحتاجها لإبقاء قدمه في الزاوية الصحيحة حتى بعد تعلم المشي، حتى لا تعود القدم إلى وضعها الأصلي.

عادةً ما يرتدي الطفل الدعامة طوال الوقت لمدة 3 أشهر تقريبًا، وبعد ذلك في أوقات الليل فقط، أو في أوقات القيلولة ولبضع سنوات، حيث تختلف فترة ارتدائها من طفل إلى آخر وهذا ما يحدده الدكتور ابراهيم حنتيرة.

يلجأ الطبيب لعملية القدم المخلبية في حال عدم استجابة الطفل للعلاجات التقليدية من التجبيس المتكرر أو في الحالات الشديدة، حيث يقوم الجراح في العملية الجراحية بسحب أوتار القدم إلى وضعية أكثر صحة لحل مشكلة قصر الأوتار التي تسببت في التواء القدم.

ملحوظة: لا تختلف طريقة علاج القدم المخلبية عند الرضع عن علاج القدم المخلبية عند الأطفال الأكبر سنًا، ولكن يحتاج الطفل بعد التعرض للجراحة لوضع جبيرة مدة شهرين، ثم ارتداء دعامة لمدة عام وذلك لمنع عودة المشكلة.

يجب على الأم والأب اتباع تعليمات الطبيب مع الالتزام بالمتابعة المستمرة لطفلهم، لضمان عدم ارتداد الإصابة بالقدم المخلبية مرة أخرى، ويتم ذلك من خلال متابعة وضع القدم كل عدة أسابيع في الشهور الأولى، ثم تليها زيارات المتابعة كل عدة أشهر، وبعدها تصبح المتابعة سنوية حتى فترة البلوغ. 

تصل نسبة نجاح علاج القدم المخلبية مع الدكتور إبراهيم حنتيرة إلى نسبة تتعدى 99%، وذلك تبعًا لما مر به من عدد هائل من الحالات التي تم علاجها على يديه، مع الأخذ في الاعتبار أهمية اتباع تعليمات الطبيب من قبل المريض نفسه وعائلته إذا كان من الرضع أو حديثي الولادة.

يمكن علاج القدم المخلبية من خلال إجراء تمارين تساعد على تطبيق ما ذكرنا من أساليب لعلاج القدم المخلبية، ولكن في نطاق تمريني وليس جراحي، وذلك من خلال شد القدم المخلبية وتحريكها بلطف إلى وضعية الرجل السليمة، ثم عمل جبيرة تحافظ على هذا الوضع تصل بين الفخذ وأصابع القدم، ويتم تغيير تلك الجبيرة كل أربع أيام إلى أسبوع ثم تكرار تلك التمارين إلى أن يتم علاج تشوه القدم بشكل كامل.

مع الدكتور ابراهيم حنتيرة استشاري تشوهات المفاصل والعظام، طفلك لديه الفرصة للحصول على كامل القدرة على تحريك قدمه والاستناد عليها والاستمتاع بكافة الأنشطة البدنية بطريقة طبيعية.