علاج تشوهات القدم الكهفية
القدم الكهفية (Cavo Varus Foot) أو القدم الجوفاء هي القدم ذات قوس أعلى من الطبيعي؛ مما يجعل الكعب مائلاً إلى الداخل مع دورانه إلى الخلف، وبالتالي يضع وزناً أكبر من المعتاد على كعب القدم أثناء الوقوف والسير؛ لذا يتسبب بالشعور بالألم وعدم الاستقرار.
عادةً ما تظهر القدم الكهفية في مرحلة الطفولة وغالبًا ما تصيب كلا القدمين، كما تعتبر الحالة المعاكسة للقدم المسطحة، تشوه القدم الكهفية يميل إلى التفاقم تدريجيًا بمرور الوقت.
قد تتدرج خيارات العلاج من العلاج التحفظي باستخدام الدعامات إلى العلاج الجراحي من نقل الأوتار وإعادة تشكيل أو دمج العظام والمفاصل اعتمادًا على عمر المريض ودرجة التشوه والتصلب.
أسباب اعوجاج القدم في الأطفال:
قد يحدث تشوه القدم الكهفية في الأطفال كعيب خلقي، قد يكون موروثاً من أحد الوالدين، أحيانًا يكون مصحوبًا بخلل آخر في القدم مثل القدم المخلبية، قد يظهر التشوه في مرحلة الطفولة، وعادة ما يتشكل أثناء الفترات التي ينمو فيها الطفل بشكل مكثف، وغالبًا ما يكون بسبب ضعف في عضلات قدمه الصغيرة.
أسباب اعوجاج القدم للكبار:
قد تنتج القدم الكهفية في الكبار نتيجة ما يلي:
- الاضطرابات العصبية مثل الشلل الدماغي.
- اختلال عصبي وراثي.
- إصابة العمود الفقري.
- ورم العمود الفقري.
- الإصابات الشديدة، مثل الكسر الشديد أو الحروق.
- أمراض العضلات.
- تغييرات في الأعصاب المحيطة.
- ارتداء الجوارب الضيقة أو الأحذية ذات الكعب العالي.
أعراض القدم الكهفية:
تتسبب الأقواس العالية بشكل استثنائي في تطبيق ضغط غير طبيعي على عظام مقدمة القدم، والتي تُعرف باسم مشط القدم أو قاعدة أصابع القدم، هذا الضغط يمكن أن يؤدي إلى الألم، خاصةً في الكعب وفي جانب القدم وقاعدة أصابع القدم.
عادة ما يتحسن ألم المشط عند الراحة ويزداد سوءًا أثناء الوقوف أو المشي أو التمرين. يمكن أن يؤدي ثني القدم أيضًا إلى تفاقم الألم، ويعد ألماً حادًا ومؤلمًا أو حارقًا مصاحب بوخز أو تنميل في أصابع القدم، كما يمكن أن يتفاقم بمرور الوقت ليشمل أجزاء أخرى من الجسم، مثل أسفل الظهر والفخذين.
تعمل الأقواس العالية أيضًا على تقصير القدم بشكل فعال، مما يجعل من الصعب على المرضى الذين يعانون من هذه الحالة العثور على الأحذية التي تناسبهم بشكل صحيح.
إلى جانب القوس المرتفع الملحوظ للقدم وما يصاحب ذلك من عدم الراحة، قد تشتمل القدم الكهفية على عدة أعراض أخرى وكلما طالت مدة الأعراض، يكون التشوه أكثر صلابة، ومنها ما يلي:
1- ضعف القدم والتعب في حالات الوقوف والمشي أو الجري لفترات طويلة.
2- أصابع المطرقة وهو ثني أصبع القدم عند المفصل الأوسط، مما يخلق مظهر المطرقة، وعادةً ما يصيب إصبع القدم الثاني أو الثالث أو الرابع.
3- أصابع مخلبية بسبب التواء مفاصل أصابع القدم بشكل غير عادي.
4- عدم استقرار القدم، مما قد يعرض الكاحل إلى التواء أو الكسر.
5- قيود متزايدة على القدرة على المشي وفي كثير من الحالات لا يمكن المشي إلا بارتداء أحذية تقويم العظام.
6- تدلي القدم، مما يتسبب في سحب المصابين لأقدامهم عند المشي.
مضاعفات عدم الخضوع إلى العلاج:
1- تغيير نمط المشي والتعرج، عند استمرار المرض لفترات طويلة.
2- تكون مسامير مؤلمة على أصابع القدم، نظراً إلى زيادة الحمل على الكعب ورؤوس عظام مشط القدم.
3- تآكل المفاصل المبكر.
4- ألم الأعصاب.
5- تشوهات مستقبلية تتزايد تدريجياً.
تشخيص القدم الكهفية:
في البداية، يمكن اكتشاف القدم الكهفية بوضوح بالعين المجردة، ولكن هناك حاجة إلى:
1- إجراء تقييم كامل وشامل للتاريخ المرضي والفحص البدني الدقيق لاستبعاد أي حالة عصبية قد تتسبب في ارتفاع قوس القدم. يقوم الدكتور ابراهيم حنتيرة استشاري جراحة تشوهات العظام والمفاصل بفحص القدم في وضعية الوقوف والاستلقاء وكذلك مراقبة المريض أثناء المشي لتحديد شكل القوس ووضع الكعب، مع التحقق من قابلية حركة الكعب.
2- إجراء الأشعة السينية التي توضح تشريح الهيكل العظمي للقدم بكل دقة؛ لذا تستخدم تلك الأشعة لتحديد مدى درجة التشوه.
3- إجراء الرنين المغناطيسي للكشف عن وجود اضطرابات عصبية مثل شلل الحبل الشوكي أو أورام العمود الفقري.
4- إجراء الأشعة المقطعية، للسماح للطبيب بمراجعة شكل العظام.
5- الخضوع لاختبار العضلات.
علاج القدم المقوسة:
هناك العديد من خيارات العلاج لتشوه القدم الكهفية، اعتمادًا على شدة الحالة ومسببات الألم إن وجدت. تهدف تلك العلاجات إلى تخفيف الألم وتحسين الاستقرار. تنقسم الطرق العلاجية إلى:
العلاج الغير جراحي:
في الحالات الخفيفة، يمكن معالجة آلام القدم من خلال استخدام العلاجات التحفظية لدعم القدم وحمايتها وتخفيف الضغط عليها، مع استخدام العضلات الضعيفة لمنع الضعف المتزايد. إذا لم تتحسن الحالة أو ساءت، يصبح التدخل الجراحي ضروريًا.
تقويم اعوجاج القدم:
أجهزة تقويم العظام: هي عبارة عن دعامات صناعية يمكن ارتداؤها في حذائك، لتوفير مزيد من الثبات والتبطين.
وسادات القدم: أو ما يطلق عليه بالنعال الطبية، يمكن ارتداء وسادات القدم المصنوعة من السيليكون لتخفيف الضغط والألم.
الجبيرة الليلية: ارتداء الجبيرة الليلية أثناء النوم لتخفيف الالتهاب.
أحذية المشي الخاصة: أحذية المشي ذات حافة داخلية مرتفعة، لاستيعاب ودعم الأقدام الكهفية، مما يجعل المشي أكثر راحة.
تطبيق الثلج: يمكن أن يساعد وضع الثلج على القدم في تقليل الالتهاب وتسكين الألم. يمكنك وضع ثلج لمدة 20 دقيقة باستخدام كيس ثلج ملفوف في منشفة أو عن طريق نقع القدمين في الماء البارد.
مسكنات الألم: يمكن استخدام المسكنات والأدوية المضادة للالتهابات لتقليل الالتهاب والألم، خاصةً بعد الأيام الطويلة.
العلاج الطبيعي: يشمل تطبيق التمارين التصحيحية التي تهدف إلى تقوية عضلات القدم وإزالة التقلصات وتمديد القدم وإرخائها.
تقويم اعوجاج القدم بالتدخل الجراحي:
قد يوصى بالعلاج الجراحي في الحالات الشديدة، خاصةً إذا كان الألم موجودًا ويتزايد ارتفاع القوس بشكل تدريجي، وأيضاً في الحالات التي لم تستجب إلى العلاج التحفظي، ولم تُظهر أية نتائج مرضية.
يهدف العلاج الجراحي إلى:
- تصحيح الخلل العضلي الناتج عن تشوه القدم الكهفية.
- تصحيح التشوه قدر المستطاع.
- التخفيف من الإحساس بالألم.
- الحفاظ على الكاحل من التشوهات المستقبلية التي من المنتظر حدوثها في حالة عدم الخضوع للعلاجات المناسبة.
- تحسين دعم القدمين على الأرض.
يحدد الدكتور ابراهيم حنتيرة الإجراء الجراحي الأنسب أو مجموعة من الإجراءات، طبقاً لشدة الأعراض وعمر المريض واعتماداً على طبيعة التشوه، ذلك الذي يشتمل على:
- إزالة الأنسجة الرخوة ونقل الأوتار لإعادة التوازن إلى القدم واستعادة الوظيفة المفقودة، ذلك التدخل الجراحي يصلح لحالات التشوه الناتجة عن اضطراب عصبي مع عدم توازن عضلي.
- قطع العظم التي تشمل إزالة العظم أو إعادة تنظيم الأوتار والأربطة وذلك من أجل إعادة تشكيل القدم .
- إدماج المفاصل لإبقاء القدم في الوضع الصحيح.
هناك بعض المخاطر مع أي عملية جراحية، وهي تختلف من شخص لآخر. عادةً ما تكون المضاعفات طفيفة ويمكن علاجها ومن غير المرجح أن تؤثر على النتيجة النهائية.
سيتحدث الدكتور ابراهيم حنتيرة استشاري جراحة تشوهات العظام والمفاصل إليك قبل الجراحة ليشرح لك الإجراء الأفضل لك اتباعه من أجل التخلص من القدم الكهفية ومن أجل وضع حداً لآلام التي تسببها.