الفخذ الفحجاء
الفخذ الفحجاء (Coxa Vara) هو شكل من أشكال تشوه مفصل الفخذ، حيث يحدث تصغير في زاوية أعلى الفخذ الواقعة بين رأس وجسم عظم الفخذ إلى أقل من 120 درجة؛ وبهذا تقل تلك الزاوية عن الحد الأدنى للحالات الطبيعية، وقد يحدث هذا التشوه في جانب واحد أو كلا جانبي الجسم، مما ينتج عنه قصر الساق المصابة وتطور العرج تدريجياً.
إن المقياس الطبيعي للزاوية التي تقع بين عنق وجسم عظم الفخذ يبلغ حوالي 160 درجة عند الرضیع، ولكن مع تقدم عمر الطفل، تنخفض الزاوية تدريجياً حتى تصل إلى 120-135 درجة عند البالغين، لتسمح بتحرك مفصل الفخذ بحرية كاملة في مداها الحركي.
يمكن أن يكون مرض فخذ الفحجاء خلقيًا، مما يعني وجوده منذ الولادة ولكن تظهر أعراضه عادةً في مرحلة الطفولة، أو قد يكون المرض مكتسباً بمعنى تطوره واكتسابه من خلال الحياة ويحدث نتيجة اضطراب في العظام. النوع الخلقي هو الأکثر شيوعًا من النوع الإکتسابي.
فخذ الفحجاء هو مرض نادر الانتشار حيث يصيب حوالي مصاب واحد فقط كل 20 ألف طفل، وفي بعض الحالات يمكن أن ينتقل المرض من الوالد المصاب إلى الطفل.
أنواع الفخذ الفحجاء (Coxa Vara):
النوع الخلقي لمرض الفخذ الفحجاء:
نوع فخذ الفحجاء الخلقي يتواجد منذ الولادة، ويمكن ملاحظة تشوه الفخذ عند الولادة أو في مرحلة فترة خطوات الطفل الأولى، بسبب التسمم الخلوي الذي يحرز خطأً أثناء تطور الجنين، والذي يتضمن تشوهًا مؤثراً على عظم الفخذ.
يعد وجود كوكسا فارا عند الولادة نادرًا للغاية ويرتبط بوجود تشوهات خلقية أخرى متعددة، منها ضمور الجمجمة، ويظهر هذا التشوه الفخذي نتيجة انثناء العظم.
هذا النوع الخلقي لا يستجيب إلى العلاجات التحفظية، لذا يتطلب إجراء جراحي، ويشمل التدخلات الجراحية لقطع العظم لتحسين ميكانيكية الفخذ الحيوية وطول العظم بهدف تصحيح الارتداد والإطالة.
النوع المكتسب لمرض فخذ الفحجاء :
نوع الفخذ الفحجاء المكتسب لا يتواجد منذ الولادة، بل يحدث بعد مرور من 2 إلى 3 سنوات من عمر الطفل.
إن ضعف الأنسجة العظمية في عنق عظم الفخذ وليونتها عن المعتاد، يؤديان إلى ثنيها تحت ثقل الجسم، ولذا فإن القوى المُطبقة على العظم تسبب كسورًا متكررة، وعلى الرغم من إمكانية الجسم بالقيام بعملية الشفاء التلقائي لهذه الکسور، إلا أن تكرار الكسر المستمر يغير من شكل العظام. قد يحدث نوع الكوسكا فارا المكتسب في عدة حالات، وأشهرها ما يلي:
- كساح الأطفال rickets .
- تلف مركز نمو عظم الفخذ.
- عدوى شدیدة في عظمة الفخذ.
- بعض أمراض العظام، مثل مرض باجيت والعظام الزجاجية وهشاشة العظام.
- مرض بيرتيز وما يخلفه من تشوهات.
- التهاب العظام.
- صدمات الفخذ في سن مبكرة والالتئام غير السليم، مثل التعرض إلى إصابات وكسور أو الخضوع إلى عمليات جراحية غير ناجحة.
- وجود ورم في العظام.
ملحوظة: تشوه شيبارد كروك هو إحدى الأشكال العنيفة لمرض الكوكسا فارا، حيث يتشوه عظم الفخذ بشدة مع انخفاض زاوية عمود العنق مع عظم الفخذ إلى ما دون ال90 درجة.
أعراض ومضاعفات الفخذ الفحجاء (Coxa Vara):
إن وجود الأعراض وظهورها لأولئك الذين يعانون من مرض الكوكسا فارا يعتمد على شدة التشوه. لذا ففي حالات التشوه البسيطة، عادةً لا يصاحبها ظهور أية أعراض. أما في الحالات الخطيرة، فقد تشتمل على الأعراض التالية:
- ألم في الفخذ.
- تصلب مفصل الجانب المصاب أو كلاهما، في حالة الإصابة الثنائية.
- العرج الذي يتزايد حدته تدريجياً.
- تقصير إحدى أو كلا الطرفين السفليين، اعتمادًا على ما إذا كان التشوه أصاب طرف واحد أو كلاهما، حيث يتقلص طول الطرف المصابة من 1.5 إلى 4 سم، مما يدفع الطفل إلى مشية التمايل أو ما يطلق عليها مشية البطة.
- ضعف عضلات الفخذ.
- عدم استقرار مفصل الفخذ.
تظهر الأعراض عندما يبدأ الطفل في تطور قدرته الحركية إلى المشي حتى عمر الست سنوات، مفتقداً قدرته على إبعاد الفخذين مع تقيد الدوران الداخلي لمفصل الفخذ.
تشخيص الفخذ الفحجاء (Coxa Vara):
يستند
الدكتور ابراهيم حنتيرة استشاري جراحة تشوهات العظام والمفاصل في تشخيص مرض الكوكسا فارا على فحص الفخذ الدقيق والاهتمام بالتاريخ الطبي العائلي الشامل، مع طلب الأشعات التي تساهم في تأكيد التشخيص وتحديد شدة التشوه لاختيار خطة العلاج الملائمة، ومن تلك الأشعات المستخدمة:
- التصوير بالأشعة السينية للفخذ: تظهر رأس عظمة الفخذ في وضع عمودي على جسم عظم الفخذ، مما يسمح بقياس الزاوية المرادة بوضوح.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- التصوير المقطعي المحوسب.
علاج الفخذ الفحجاء (Coxa Vara):
العلاج التحفظي:
يهدف العلاج التحفظي إلى تخفيف الضغط عن مفصل الفخذ، لذا يجب على المريض ارتداء تقويم العظام. تقويم العظام ما هو إلا إطار مخصص يمنع عنق الفخذ من الانحناء الذي قد يحدث نتيجة الضغط عليه.
أيضاً تجنب زيادة الوزن عن الوزن المثالي، حتى لا يضغط نظام الهيكل العظمي، مما قد يزيد من شراسة الأعراض؛ لذا فإن خطوة السيطرة على الوزن تلعب دوراً فعالاً في الحفاظ على حالة المفصل وعدم تدهوره.
العلاج الجراحي من خلال العمليات التصحيحية الترميمية:
الجراحة هي العلاج الأكثر فاعلية لـعلاج الكوكسا فارا. في معظم الحالات، يكون التدخل الجراحي ضروريًا، خاصةً في الحالات الشديدة التي تعاني من:
- ضيق شديد في الزاوية بين الرأس وعظمة الفخذ.
- تزايد الأعراض سوءًا بمرور الوقت، تلك التي تسببت في صعوبات المشي وبالتالي المعاناة من وجود قيود كبيرة في الحياة اليومية.
- عدم التحسن مع تطبيق العلاج التحفظي، حيث يتمكن العلاج الجراحي فقط من السيطرة على مثل تلك الحالات.
يقوم الدكتور ابراهيم حنتيرة استشاري جراحة العظام والمفاصل بقص الرقبة الفخذية وتثبيتها في الموضع الصحيح من خلال استخدام الشرائح والمسامير، لتصحيح الزاوية بين العنق وجذع الفخذ.
ما بعد التدخل الجراحي:
- بدء المريض ببطء في التعود على الحركات المعتادة.
- القيام بمتابعة مستمرة سريرية وفحوصات منتظمة للحصول على نظرة شاملة حول مسار المرض بالإضافة إلى تحديد درجة التقدم المحرز.
- الخضوع لجلسات العلاج الطبيعي، تحت توجيه الدكتور ابراهيم حنتيرة، التي تهدف إلى تقوية الأرداف وعضلات الحوض من أجل الحفاظ على حركة صحية ولتحسين الاختلالات العضلية الناتجة عن المرض.
الفرق بين الكوكسا فالجا (Coxa Valga) والكوكسا فارا (Coxa Vara):
مرض الكوكسا فالجا هو تشوه في منطقة الحوض مثله مثل مرض الكوكسا فارا، ولكن تشوه الكوكسا فالجا هو التشوه المعاكس لتشوه الكوكسا فارا، حيث يحدث ازدياد واضح في الزاوية بين رأس وجذع عظم الفخذ لتتعدى 135 درجة مقارنة بالحد الطبيعي للجسم السليم . غالباً ما يكون سبب حدوث هذا النوع من التشوه هو انزلاق طرف أعلى عظم الفخذ.
يجب استشارة الدكتور ابراهيم حنتيرة استشاري جراحة العظام والمفاصل على الفور إذا كانت هناك شكاوى من الفخذ، ويجب على الآباء مراقبة أطفالهم عن كُثب مع تطور تعلم المشي، وعند ملاحظة أي تشوهات، من الأفضل التحرك السريع من أجل التشخيص المبكر.